ملفات

السودان.. تمرد وسط الشرطة و دعوات التنحي تحاصر “البشير” داخل حزبه

الخرطوم: الجماهير

قال مصدر رفيع بوزارة الداخلية السودانية الجمعة ، أن الشرطة تعمل على احتواء بوادر تمرد وسط ضباط وصف جنودها ، بعد تصاعد التذمر بسبب ارتداء عناصر أمنية ازياء الشرطة و التصدي للمتظاهرين بوحشية، وذلك بعد يوم من دعوة شخصية بارزة بالحزب الحاكم الرئيس عمر البشير للتنحي.

و افاد المصدر بشرط حجب اسمه، بأن عدد من الضباط بمختلف الرتب ابلغوا قادتهم المباشرين رفضهم قتل المتظاهرين السلميين بواسطة عناصر ترتدي الزي الشرطي.

و ذكروا في خطابهم أن التذمر وسط الجنود بلغ ذروته ، لافتين إلى أن المئات منهم تقدموا باجازات مرضية و أبلغ آخرين بشكل واضح عدم التدخل و فض الاحتجاجات.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرها ناشطين،  أشخاص مسلحين يرتدون ملابس الشرطة تصدواللمحتجين قرب القصر الجمهوري.  

وتعرف عدد من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي على عدد منهم ، وقالوا أنهم من منسوبي الحزب الحاكم.  

وقال تجمع المهنيين السودانيين الذي ينظم المظاهرات أن أمن النظام اعتقل أحد زعمائه وهو محمد ناجي الأصم ظهر الجمعة دون أن يذكر تفاصيل.

وقال التجمع في حسابه على تويتر إنه ”يدين الاعتقالات التعسفية التي لن تثنيه عن مواصلة المسيرة مع الشعب من أجل الحرية والتغيير“ بحسب رويترز.

ويستعد السودانيين الخروج في موكب  الاحد ٦ يناير للمطالب برحيل نظام البشير مع دخول المظاهرات، ، أسبوعها الثالث.

موكب الاحد نقاط التجمع

وهذه هي أطول احتجاجات ضد البشير منذ توليه السلطة في انقلاب أيده الإسلاميون قبل نحو 30 عاما.

وبرر البشير في لقائه بقيادات الشرطة قتل المتظاهرين مستندا لآيات من القرآن الكريم.

وخرج الجمعة السودانيين في عدد من الاحياء بالعاصمة الخرطوم ومدن البلاد المختلفة ، مطالبين لرحيل نظام الحكم.

محتجين في امدرمان عقب صلاة الجمعة

وهتف المحتجون، في ام درمان المدينة ذات الكثافة السكانية الأكبر في العاصمة الخرطوم  وأغلبهم من الشبان، يوم الجمعة ”سلمية.. سلمية“ في إشارة إلى مظاهرتهم و“تسقط.. تسقط“ تأكيدا لمطالبتهم بتغيير الحكومة وذلك خارج مسجد السيد عبد الرحمن المهدي الذي يرتبط بحزب الأمة المعارض.

* تسجيل

وقالت رويترز ان الشفيع أحمد محمد، أول أمين عام لحزب المؤتمر الوطني، وجه دعوة نادرة يوم الخميس للبشير بالتنحي. وفي تسجيل صوتي وزع على تطبيق واتساب للتراسل الفوري عرف الرجل نفسه وقال إنه ينبغي للبشير الاستقالة وتشكيل حكومة انتقالية ”تنقذ بها البلد“.

ولم يصدر رد فعل من الحكومة، ولم يرد محمد على اتصال للتعليق.

وتأتي دعوة محمد، وهي الأولى من نوعها، بعدما دعا ٢٢ حزب النظام يوم الثلاثاء البشير إلى إقالة الحكومة وتشكيل إدارة انتقالية تحدد موعدا للانتخابات.

وشملت دعوة الأحزاب التي تشارك فيالحكم أيضا التحقيق في انتهاكات قوات الأمن خلال مظاهرات جرت مؤخرا في أنحاء البلاد.

وتقول السلطات إن 19 شخصا منهم مسؤولا أمن توفوا في المظاهرات. وقالت منظمة العفو الدولية في الأسبوع الماضي إن لديها تقارير موثقة عن مقتل 37 محتجا برصاص قوات الأمن.

ونقلت رويترز عن الناشط السوداني البراق النذير الوراق إن قوات الأمن احتجزت نحو ألفي شخص منذ بداية الاحتجاجات. ومن بين المحتجزين نشطاء سياسيون وصحفيون وأعضاء في منظمات المجتمع المدني.

ويعاني الاقتصاد السوداني للتعافي من آثار خسارة ثلاثة أرباع إنتاجه من النفط، المصدر الرئيسي للعملة الأجنبية، منذ انفصال جنوب السودان في عام 2011 واحتفاظه بمعظم حقول الخام.

ورفعت الولايات المتحدة عقوبات تجارية ظلت مفروضة لعشرين عاما على السودان في أكتوبر تشرين الأول 2017. لكن المستثمرين ما زالوا بعيدين عن البلد الذي تواصل واشنطن إدراجه على قائمة الدول الراعية للإرهاب وتطلب المحكمة الجنائية الدولية رئيسه ليواجه اتهامات بتدبير أعمال إبادة جماعية في إقليم دارفور السوداني. وينفي البشير التهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: شارك الخبر، لا تنسخ