رأي

رئيس التحرير يكتب: اطراف”ازمة سد النهضة” تتراجع من مربع”الخيار العسكري” لمنصة “التفاوض بحسن نية”…!

رئيس التحرير

مثلما كان متوقعا، فقد فشلت مفاوضات الكونغو، بين مصر وإثيوبيا والسودان، برعاية  رئاسة، الاتحاد الأفريقي، بشأن الخلاف حول سد النهضة، وعزم إثيوبيا الشروع في ملء السد مع بدء موسم هطول الأمطار في الهضبة الحبشة، وهو أمر يعارضه السودان، اللذان يصران على حتمية اتفاق ثلاثي مسبق حول الامر، هذا الفشل الذي تم الإعلان عنه يوم الثلاثاء ٦ أبريل، يطرح على بساط البحث، وأمام الأطراف المعنية، خاصة، سؤال:”ماالعمل؟”

ولأن جولة المفاوضات التي شاركت فيها الولايات المتحدة الأمريكية، بجانب الاتحاد الأوروبي، كميسرين، قد جرت في أجواء محفوفة بالتوتر، بفعل المناورات العسكرية، المصرية – السودانية، المشتركة، من جهة، وتهديد الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، بأن المنطقة لن تشهد استقرارا، حال المساس باي”قطرة ماء مصرية”، ورد الفعل الاثيوبى، على التهديد، بإعلان استعداد أديس أبابا لكل الاحتمالات، من الجهة الأخرى، فإن نهاية المفاوضات، رسميا، تعني تلقائيا، انتقال الأطراف، “للخيرات الأخرى”، ويعني، حرفيا، بالنسبة لمصر، التوجه للحرب، بقصف سد النهضة، كما توقع الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لأن القضية، بالنسبة لمصر، تطرح على مستوي قضية حياة أو موت.

يلفت الانتباه، التقارب الوثيق، بين السودان ومصر، في هذه المرحلة من النزاع المتطاولة حول السد، والذي تجسد، بنحو خاص، في المناورات الجوية المشتركة، ماقد يشي باحتمال دخول السودان الحرب الافتراضية، الوشيكة على إثيوبيا، بجانب مصر، كتعبير عن وحدة الرؤية والموقف والمصلحة، وهو جديد السودان، أيضا، في هذه المرحلة المتقدمة من النزاع.

ويعني، فشل مفاوضات الكونغو، ضمن أمور أخرى، فشل محاولات الضغط على الجانب الاثيوبى، الموصوف بالتعنت، لتقديم تنازلات. قد يعزي هذا الفشل، بدوره، لتوازن القوى العسكرية، بين طرفي النزاع(مصر وحليفها السودان، من ناحية، وإثيوبيا، التي قبلت التحدي، وأعلنت تمام استعدادها لأسوأ الاحتمالات، من الناحية الأخرى). هذا التطور  في الموقف التكتيكي، يحتم  على الأطراف العودة للتفاوض بحسن نية، مجددا، بعيدا عن لغة التهديد وقعقعة السلاح.

ففي تصريح متلفز، بعد نهاية جولة  التفاوض في كينشاسا، العاصمة الكونغولية، بدون إحراز أي تقدم، أعلن وزير خارجية مصر، سامح شكري، وفق ما أوردت صحيفة (الجماهير)، “أن السودان ومصر ستوجهان إلى المؤسسات الدولية.

مقابل هذا التراجع عن لغة التهديد والوعيد والحرب في نبرة الخطاب المصري، ردد وزير الري والموارد المائية، خلال مؤتمر صحفي، في اليوم التالي، ردد فيه-الجماهير–ماسبق للرئيس المصري، قوله قبيل بدء جول التفاوض بأن” كل الخيارات مفتوحة أمام بلاده للتعامل مع أزمة سد النهضة الإثيوبي”، قبل أن يردف ذلك بالايضاح، بأن من تلك الخيارات اللجوء لمجلس الأمن الدولي، وهو ما ألمح إليه، وزير الخارجية المصري في وقت سابق. غير أن الوزير السوداني، لم يفصح عما إذا كان الخيار العسكري حاضرا ضمن الخيارات المفتوحة لبلاده.

والي حين موعد هطول الأمطار، واوان بدء ملء السد، وفق التاريخ الذي حددته أديس اباب، في مطلع يوليو المقبل، فثمة حيز من الوقت يسمح للأطراف المعنية، مصر وإثيوبيا والسودان، بمزيد من المناورات، وبجولات جديدة من التفاوض، يتوقع أن تنجح في الوصول لاتفاقات، حول مختلف القضايا الخلافية، بفعل ضغوط القوى الدولية، لتجنب التدهور في الموقف، والانزلاق من المناورة عند حافة الهاوية إلى اتون لخيار العسكري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: شارك الخبر، لا تنسخ