
الفلاتية .. سيدة العصر الذهبي تلهم المبدعين الشباب
الخرطوم – رؤى الأنصاري
لم تكن مغنية السودان الأولى، عائشة الفَلاتِيَّة، والتي تعتبر أحد أعمدة الغناء في السودان، ومن رواد الفن الموسيقي ضمن الرعيل الأول من المغنيين السودانيين الذين سجَّلت لهم الإذاعة السودانية أغاني عند نشأتها، تعلم أنَّها ستكون ملهمة المبدعين الشباب في عام 2021م.
وفي مرة من المرات؛ طلبت منها حكومة السودان السفر إلى ليبيا للترفيه عن الجنود في جبهة الكفرة، إلا أنَّها اعتذرت، ووعدت بالغناء للجرحى بمستشفى النهر في الخرطوم والعائدين من ميادين القتال، فكانت أغنيتا (يجوا عايدين) و(الليمون سقايتو علي)، وهما الأغنيتان اللتان ألهمتا المبدعين هيثم كابو والشاعر أحمد البلال فضل المولى في أعمال خاصة أنتجت مؤخراً، وتمَّ توجيهها لخدمة قضايا وطنية وإنسانية مُلِّحة.

الصحفي هيثم كابو أنتج مؤخراً عملاً فنياً للتوعية بمخاطر (جائحة كورونا)، شاركت فيه مجموعة من الفنانين ونجوم المجتمع والرياضيين والموسيقيين، مجاراة لأغنية عائشة الفلاتية (الليمون سقايتو علي). وعن سبب الإلهام.
قال كابو لـ (الجماهير): “بالنسبة لاختياري أغنية عائشة الفلاتية (الليمون سقايتو علي) لأنَّها جزء من تراثنا وفننا السوداني، فهي أغنية سودانية خالدة.
ومن حيث الفكرة والمضمون والنص هي أغنية أرَّخت للحرب العالمية الثانية، تقول فيها الفلاتية:
موسيليني بنوصيك
دا هتلر الغاشيك
وهناك سلاح راجيك
ما يعني أنَّها ارتبطت بحدث كبير، والأغاني عموماً توثق للتاريخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي في كل مكان”. أضاف كابو: “على مستوى اللحن؛ هي أغنية ذات لحن عذب وقريب للقلب والنفس، يتمايل معها الناس طرباً، ولحن محفوظ، بمجرد سماعه يردده الناس”.
وأوضح هيثم كابو أنَّ الأغنية ألهمته لرفع نسبة الوعي بمخاطر (جائحة كورونا)، لأنَّ فيها مفتاح إلهامي – حسب وصفه – متمثل في كلمة (الكمامة) الموجودة داخل النص:
جاهل صغير وحمامة
يوم لبسو الكمامة
ودوهو خشم القربة
يا الله عودة سلامة
وذكر أنَّ ذلك كان دافعاً لأن تكون الأغنية ذات صلة لتحويلها ومجاراتها من أجل إنتاج عمل فني خاص لرفع مستوى التوعية بمخاطر (جائحة كورونا)، خاصة أنَّ الموجة الثانية – كما يرى – تمَّت فيها إعادة بعض الأعمال أنتجت في الموجة الأولى، وأصبحت مستهلكة.
وقال: “كنَّا بحاجة لأعمال جديدة، بطرق مبتكرة، ووسائل تغيير مختلفة، وقوالب فنية متباينة لتكون قريبة من الناس، ويتأملوا تفاصيلها ويقفوا على مضمونه حتى تحقق هدفها ورسالتها”.
وختم كابو حديثه قائلاً: “الدخول إلى الأغنية كان عبر صوت عائشة الفلاتية في بداية الكليب، وذلك لثبيت مجاراة الأغنية الخالدة، وإعادة صوت الفلاتية إلى الأذهان والأجيال، ولبس الكمامة إشارة إلى أنَّ العمل أنتج في فترة زمنية محددة مرتبطة بالجائحة، والختام بصوت كل من المشاركين بعبارة (السودان سلامة برية)، وختمنا العمل بإهدائه للجيش الأبيض وهم يقاتلون في الصفوف الأمامية لأجل سلامة الناس ودحر المرض، وترحَّمنا على كل من فقدناه بسبب الجائحة، مع أمنيات السلامة للمصابين. ولكل مهموم بسلامة المجتمع”.
