
السودان: مظاهر الاحتفال بالعام الجديد .. غياب بأمر (كورونا)

درجَ السودانيِّون على الاحتفال في نهاية كل عام مودعينه ومستقبلين عاماً جديداً، واختلفت مظاهر الاحتفال عندهم بحسب طرق وأنماط مناطقهم. وفي العاصمة الخرطوم في فترات سابقة؛ تمَّ اعتماد أشكال كثيرة للاحتفال والتعبير عن تلك المناسبة، كان البعض يفضلون حضور الحفلات الجماهيرية التي كان يحيها الفنانون في الأندية والصالات، وبعض يفضل التنزه وقضاء أوقات رفقة الأسرة في الحدائق العامة، وبعض يكتفي بالانضمام إلى أفراد العائلة الصغيرة والممتدة، والاحتفال من منازلهم.
هذا العام بدأ مختلفاً ولا يشبه غيره، وقد استشرى فيه وباء أقلق الجميع، راح ضحيته المئات، حصد الأرواح، وترك آثاراً نفسية سيئة على المتعافين منه، ويقلق مضاجع الذين لم يصابوا به حتى الآن، هو فيروس (كورونا) الذي اجتاح العالم بأسره، غيَّر كل المفاهيم، وقلب الموازين، وتحول فيه الناس (180) درجة، مرتدين عن أساليب حياتهم وطرق معيشتهم، باتخاذهم أساليب أخرى للحياة، مُحاطة بالتدابير الوقائية والاحترازات والتباعد الاجتماعي، وأنماط قد تبدو جديدة عليهم، لكنَّهم تشبثوا بها في محاولات للتشبث بالحياة. ولم يقتصر التأثير على الحياة الاجتماعية فحسب، بل شمل كل الأصعدة: السياسية والاقتصادية والصحية وغيرها، تأثيراً باتت بصماته واضحة وتحتاج أعواماً طويلة للتعافي هذا بعد انحساره، الذي لا يبدو أنَّه يلوح في الأفق حتى الآن.
الاحتفال بوداع هذا العام واستقبال عام آخر جديد قد يختلف كثيراً عمَّا تعارف عليه السودانيِّون في أعوامهم السابقة بسبب تلك الجائحة، وما فرضته من تداعيات وتدابير أهمها التباعد الاجتماعي كشكل من أشكال الوقاية ضدها، فكيف ستكون مظاهر الاحتفال هذا العام، وهل سيلتزم الجميع بأمر السلطات بقرار منع التجمعات الذي صدر مؤخراً؟
الكاتب الصحفي، والمهتم بالشأن الفني، أحمد دندش، يقول لـ (الجماهير) إنَّ ليلة رأس السنة في كل العالم ليلة ينتظرها الكثيرون لقضاء أوقات متميزة ومختلفة، ليستقبلوا عاماً جديداً بأمنيات وأحلام وطموحات وأحاسيس مختلفة، ويودعون عاماً بما فيه وبما حمل من حسن ومن سوء. وأضاف دندش: “المتعارف عليه أنَّها ليلة استثنائية مختلفة تماماً، لكن يبدو أنَّها في هذا العام ستكون ليلة حزينة جداً بسبب انتشار فيروس كورونا”.
