مهرجان ابو حجار للسياحة والتسوق .. الرقص على الجمر
26/01/2018آخر تحديث 26/01/2018
11 دقيقة واحدة قراءة
مدخل
اني لا ارقص فرحا ولكن الجمر تحت رجلي يؤلمني
شاعر اغريقي
على مدى حوالي الاسبوع انتظمت بمنطقة ابوحجار بولاية سنار فعاليات ما عرف بمهرجان ابوحجار للثقافة والتسوق في استنساخ على ما يبدو لتجارب سابقة في عدد من المدن منها بورتسودان وود مدني وتقليد لعراب هذه الانشطة مجمد طاهر ايلا الذي اصبح مصدر احتفاء وتلميع من قبل الانقاذيين.
وفي ظل هذا الغلاء الطاحن الذي يضرب الاسواق والانهيار الاقتصادي المريع الذي يعاني منه السودان ولهث ساكني المنطقة في سبيل لقمة العيش تقام الحفلات الساهرة في استفزاز للمواطن البسيط من قبل منظمي المهرجان والذي قيل ان هدفه انشاء استادي ابوحجار وودالنيل ولكن لا اعتقد ان هناك عائد من المهرجان يمكن ان بحقق هذه الامنية .
ففي ظل تردي الخدمات الصحية والبيئية بمستشفى ابوحجار والذي لاتمنع سقوفه المياه خريفا بسبب رداءة بِنَاءَهُ وليس به الكادر المؤهل الذي يستطيع ان يقدم الخدمة بصورة مثلى للمواطن ويحدثوننا عن مهرجان اما اولى للسلطات ترميم المستشفى المهترئ بدلا من الصخب الزائف .
اما عن التسوق حيث قيل ان البضائع تباع للمستهلك بسعر مخفض فإن الذين اشتروا المنتجات هم التجار ليتم بيعها للمواطن فلا يعقل ان يتم البيع للمنتجات الغذائية بالجملة لمواطن يتحصل على سعر رطل السكر بصعوبة فكيف به ان يشتري جوالات السكر والدقيق التي ذهبت لمخازن التجار لكي تباع بسعر عالي لهذا المسكين .
إذاً رغم الصوت الندي لعصام محمد نور وابداعات مكارم والجمري حامد والاغاني الحماسية لفهيمة وودالبكري ورغم محاولات فرقة تيراب الكوميدية لاضحاك المواطن فانه مازال عابسا ولم يجني شيئا من مهرجان وصخب وغناء بل يحتاج لرفع المعاناة عن كاهله فلن تنسيه السهرات الغنائية تلك الميزانية الشائهة
انهم سعوا لارقاص المواطن ولكن هل يستطيع الرقص على الجمر ؟؟