أخبارتقارير

بعد 518 يوماً في الزنازين ينتظر “عاصم عمر” النطق بالحكم اليوم

الخرطوم: الجماهير

بعد 518 يوماً قضاها “عاصم عمر” طالب جامعة الخرطوم، عضو حزب المؤتمر السوداني المعارض متنقلا بين زنازين الأمن ومحابس الشرطة، ينطق عابدين ضاحي،قاضي محكمة الخرطوم شمال صباح اليوم الثلاثاء بالحكم وسط ترقب و مخاوف لها ما يبررها. 

ويواجه عمر البالغ من العمر 25 سنة، تهمة القتل العمد التي تصل عقوبتها إلى الإعدام بموجب المادة 130 من قانون العقوبات السوداني.

واعتقلت سلطات جهاز الأمن عاصم عمر، عضو مؤتمر المستلقين، الذراع الطلابي لحزب المؤتمر السوداني المعارض عقب الأحداث التي شهدتها الجامعة في ابريل 2016، قبل ان يتم تحويله للنيابة وتوجيه تهمة القتل العمد له، وكان الطالب يدرس وقتها في المستوى الأول بجامعة الخرطوم.

ودونت الشرطة في مواجهته بلاغا بالقسم الشمالي الخرطوم تحت المادة 130 من القانون الجنائي على خلفية أحداث جامعة الخرطوم والتي على أثرها أصيب النظامي بقذيفة (ملتوف) ألحقت به جراحا متفاوتة، لينقل بعدها الى المستشفى لتلقي العلاج لكنه لقى حتفه.

ظروف اعتقال قاسية

وبحسب حزب المؤتمر السوداني، فإن عاصم تم اعتقاله من أمام جامعة الخرطوم على أيدي رجال يرتدون زيًا مدنيا ويستقلون سيارات (تويوتا هايلوكس) في أبريل 2016، عقب أحداث احتجاجات الطلاب على اعتزام الحكومة بيع مباني الجامعة قبل ان يتم تحويله للنيابة وتوجيه تهمة القتل العمد له، وكان الطالب يدرس وقتها في المستوى الأول بجامعة الخرطوم.

وقال الحزب ان عمر ظل متنقلاً بين معتقلات الأمن ومكاتب المباحث وحراسات الشرطة دون السماح له بمقابلة أسرته أو محاميه وهو ما يثير القلق حول إحتمال تعرضه للتعذيب أو الضغوطات لأن السلوك المتبع في مواجهته لا يبعث على الإطمئنان في أنه يواجه ظروفاً جنائية طبيعية

ودونت الشرطة في مواجهته بلاغا بالقسم الشمالي الخرطوم تحت المادة 130 من القانون الجنائي على خلفية أحداث جامعة الخرطوم والتي على أثرها أصيب النظامي بقذيفة (ملتوف) ألحقت به جراحا متفاوتة، لينقل بعدها الى المستشفى لتلقي العلاج لكنه لقى حتفه.

و من اليوم الأول لاعتقال الطالب كذب حزب المؤتمر السوداني التهم الموجه تجاه منسوبه و شدد على  أن  القضية برمتها عبارة عن محاولة مفضوحة لتلفيق تهمة لاقصاء عاصم من الحياة بكاملها، متهماً حركة الطلاب الاسلاميين الوطنيين، الجناح الطلابي شبه العسكري لحزب المؤتمر الوطني الحاكم بوضع هذا السيناريو. 

استهداف منظم

في 26 يوليو الماضي أرجأت محكمة جنايات الخرطوم شمال، جلسة كانت مقررة للنطق بالحكم في القضية بسبب غياب شاهد كان مقرراً الإستماع لشهادته، وامر قاضي المحكمة باعلان ضابط شرطة برتبة ملازم أجرى عملية طابور الشخصية للمتهم لمثول أمام المحكمة فى جلسة الثاني من أغسطس الجاري للاستماع لشهادته.

و انتقد حزب المؤتمر السوداني الخطوة معتبرها استهداف منظم لافتاً إلى أن طالب جامعة الخرطوم عاصم عمر المحتجز لدى السلطات منذ أكثر من عام على خلفية اتهامه بمقتل شرطي خلال مواجهات أحداث الجامعة في أبريل 2016، يواجه استهدافاً منظماً غايته رأسه بأي ثمن.

و شدد بيان الحزب على أن الحكم كان من المفترض صدوره، على ضوء الأدلة والإثباتات التى قدمها محامو الاتهام الممثلين للنائب العام ومحامي أولياء الدم.

و أضاف أن واجب المحكمة هو القضاء والحكم وفق الأدلة المقدمة، وكان واضحاً أن الإتهام فشل فى إثبات مزاعمه وراء مرحلة الشك المعقول مما اضطر المحكمة إلى استخدام سلطاتها واستدعاء أحد رجال الشرطة كشاهد محكمة وهو فشل يوجب براءة المتهم لا البحث عن إزالة الشك فى البراءة باكمال النقص فى بينة الاتهام”.

ترقب وتضامن 

ينتظر ان تشهد ساحة المحكمة اليوم حشود ضخمة في انتظار الحكم، ووجهت قوى المعارضة السودانية الأحد منسوبيها للإحتشاد والتجمع يوم الثلاثاء امام محكمة جنائيات الخرطوم شمال، و ظل عمر يحظي بتضامن واسع من قبل طلاب جامعة الخرطوم و انصار الاحزاب المعارضة و الناشطين السودانيين.

و تحدث منعم عمر عشية النطق بالحكم عبر الفيديو عن قضية الطالب عاصم عمر و أكد ثقة حزبه في براءة منسوبه فيما غطت صور الطالب شوارع الخرطوم  تحمل شعارات مطالبة ببرأته. 

وقالت القيادية بتحالف (نداء السودان) الأمين العام لحزب الأمة القومي سارة نقد الله إن “قضية عاصم عمر سياسية وليست إجرامية، وأنها ملفقة ولا تقف على أرجل”.

وأعلنت نقد الله حشد كل جهود المعارضة في (نداء السودان) و(الإجماع الوطني) لحضور جلسة النطق بالحكم يوم الثلاثاء.

وقالت “يوم 29 أغسطس الجاري سنكون كلنا في المحكمة لنقول لهم أن عاصم عمر ليس وحده، وكل الشعب السوداني معه”.

واعتبرت عضو هيئة الدفاع عن الطالب أماني مالك، قضية عاصم عمر نموذج للمحاكمة السياسية، وقالت “حكم عليه بالعقاب قبل صدور الحكم، بالاضافة إلى حرمانه من حقه الدستوري في محاكمة عادلة”.

وأكدت أن المتهم حرم من لقاء محاميه في فترة ما، وتعرض لعدد من الانتهاكات، وتابعت “رؤيتنا كهيئة دفاع أنها قضية سياسية وليست جنائية، ونتوقع كل السيناريوهات”، واضافت “نتمنى أن يعود القضاء إلى صوابه واستقلاله وهيبته”.

وأعلن ممثل الحركة الطلابية أيوب حمدان عن ما أسماها “خيارات مفتوحة” حال إدانة عاصم عمر.

وقال: “إذا كان عاصم مستعد لتقديم نفسه لحبل المشنقة، نحن في الحركة الطلابية سنقدم 1000 طالب، وإذا أدين بالسجن نحن مستعدون من أجل الوطن للدخول إلى السجن”.

وأشار الى أن النظام مواجه بخيارين إما تبرئة عاصم وهذا ما لا يريده النظام لأن ذلك سيقوي الحركة الطلابية، وإما الحكم عليه بالإعدام كاسوأ الفروض، وتابع “بينما خياراتنا نحن في الحركة الطلابية مفتوحة”.

من جانبه قال القيادي بقوى الإجماع الوطني والناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي محمد ضياء الدين، إن اللجنة ستظل في حالة إنعقاد دائم كلجنة مناصرة للقضية.

وأضاف أنهم سيتخذون الإجراءات المناسبة بموجب قرار المحكمة، وطالب القوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني بحضور جلسة النطق بالحكم.

و ظل هاشتاق #كلنا_عاصم نشطاً منذ أشهر، و في 25 يوليو الماضي خرج طلاب جامعة الخرطوم  في تظاهر من مجمع كليات الوسط، تضامناً مع عاصم عمر، بعد مخاطبةً جماهيرية نظمها الطلاب داخل الجامعة، أكدوا فيها وقوفهم مع زميلهم المعتقل منذ مايو من العام الماضي.

و في يوليو الماضي تجمع العشرات من أنصار حزب المؤتمر السوداني، وطلاب بجامعة الخرطوم منذ وقت مبكر أمام مجمع المحاكم، حيث كان مقررا أن تشهد الجلسة النطق بالحكم، و كان لافتا تواجد ممثلين عن البعثات الدبلوماسية للإتحاد الأوربي والمانيا، والمملكة المتحدة، وهولندا والولايات المتحدة الأميركية. 

 واصدرت أمس الأثنين 28 اغسطس الحركة الشعبية لتحرير السودان بياناً دعت فيه الي تحويل محاكمة الطالب عاصم عمر محاكمة للنظام وقوانينه

ودع البيان قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال و تنظيمات النساء والشباب والطلاب و جماهيرها و مؤيديها بالداخل للمشاركة في جلسة النطق بالحكم وحشد الرأي العام تجاه براءة الطالب “عاصم عمر”، وتحويل محاكمة الطالب عاصم عمر الي محاكمة النظام على جرائمه التي أمتدت ل28 عاما.

و اكدت حركة القوي الجديدة حق على ضرورة المشاركة و التضأمن ضد محاولة النظام الذهاب بالطالب إلى حبل المشنقة. 

سيدخل عاصم إلى قفص اتهامه اليوم بذات الثبات الذي فاجأ به الحضور فى قاعة محاكمته قبل ايام، عندما طالبهم بالوقوف حداداً على روح القيادية بالحزب الشيوعي فاطمة احمد إبراهيم، و  يجلس الجميع في ترقب منتظرين حكم القضاة الذي طال انتظاره 518 يوماً قضاها عاصم في الزنازين بعدها سيخرج كما خرج اصدقائه في العام 2007 بذات التهم بعد ان قضوا 14 شهرا في السجون.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: شارك الخبر، لا تنسخ