رأي

اتيم سايمون يكتب.. مستقبل الحوار الوطني

أتيم سايمون

بعد اعللان حكومة جنوب السودان، عن موافقتها علي مقترح وساطة الايقاد الخاص باعادة احياء اتفاقية السلام ، و ترشيح الدكتور مارتن ايليا لومورو ، وزير رئاسة مجلس الوزراء لتمثيلها في اعمال المنبر الرفيع ، والذي يرمي لفتح باب الحوار الموسع بين جميع اطراف النزاع بالبلاد ، حيث تم توجيه الدعوات لكافة المجموعات السياسية في المعارضة المسلحة والسلمية ، ومن بينها جماعات لم تكن موجودة خلال فترة توقيع اتفاق السلام في اغسطس 2015 ، وانما ظهرت للعلن بعد الاحداث التي شهدتها البلاد في يوليو 2016 ، والتي افضت الي خروج بعض القوي الموقعة علي اتفاقية السلام من البلاد ومن دائرة المعادلة السياسية للاتفاق احتجاجا علي عدم التزام الحكومة بتنفيذ بنوده علي الوجه المطلوب، بعد جميع تلك التطورات التي دفعت المجتمعين الدولي و الاقليمي ، والاطراف السياسية وتنظيمات المجتمع المني وقواه الحية للمطالبة بضرورة اعادة النظر في تنفيذ بنود اتفاقية السلام ، هل لاتزال الحكومة تنظر لمبادرة الحوار الوطني كاولوية سابقة علي التسوية ، في ظل تراجع الدعم والمساندة التي كانت تتوقعها للعملية في كافة الجوانب .

حينما انطلقت اعمال لجنة الحوار الوطني العام الماضي ، انصب جل التركيز علي مايمكن ان يحظي به من دعم ومشاركة واسعة من المجموعات السياسية المعارضة الموجودة داخل البلاد وخارجها ، بجانب المجتمع الدولي و الاقليمي وممثليه في البعثات الدبلوماسية الموجودة بالعاصمة جوبا ، وقد كانت الرسالة موحدة من جميع تلك الاطراف و المكونات اذا مارجعنا للتصريحات والبيانات الخاصة التي اصدرتها لتبيين مواقفها من الحوار الوطني ، اذ سلمت جميع تلك المجموعات في المعارضة و قوي المجتمع المدني باهمية الحوار الوطني كفكرة ومبدأ من شأنه ان يساهم في وضع حل للازمات الوطنية بدليل نجاح تجارب الحور في عدد من الدول والبلدان ، لكنها طالبت جميعها باهمية تحقيق السلام واعادة الاستقرار عبر تسوية سلمية متفاوض عليها ، حتي تتهيأ البيئة لاقامة حوار جاد وشفاف بين مكونات البلاد السياسية و المدنية يقود لتفاهمات حقيقية متعلقة بتحقيق المشروع الوطني لدولة جنوب السودان.

ذات المطالبات خرجت بها جولات لجنة الحوار الوطني في الولايات و معسكرات اللاجئين في دول الجوار بحسب ما رشح من اخبار تداولها الصحافة المحلية و الالكترونية ، مضافا اليها بالضرورة خلاصة التقرير الذي سلمته لجنة الحوار الوطني لرئيس الجمهورية قبل اشهر وهو تقرير مبذول في المواقع الالكترونية يمكن المرور و الاطلاع عليه.

هناك قضايا يمكن استشعار اهميتها من خلال تحسس نبض الشارع وانسانه العادي ، من خلال نقاشات وحوارات المدينة التلقائية والحقيقية وغير الموجهة ،وهي قياسات وحوارات تتجه جميعها نحو منبر الايقاد لاعادة احياء اتفاقية السلام ، وتتغافل كثيرا عن مبادرة توحيد الحركة الشعبية ، والحوار الوطني و التلويح باجراء الانتخابات بنهاية الفترة الانتقالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: شارك الخبر، لا تنسخ